أهل البيت ، آل البيت .. من هم حديث عنهم واشهر اقوال العلماء ( الجزء الثاني )
بعدما حددنا بفضل الله من هم أهل البيت وفق الكتاب و السنة فقط، ولا اعتبار لاجتهاد علماء سلف او أحبار روافض و صوفية امام نص قطعي ثابت من القرآن و السنة، فالقاعدة الشرعية واضحة : لا اجتهاد مع نص صريح، يقول الشيخ ابن باز رحمه الله : " النص حاكم على الناس، ولا يجوز أن يحكم على النص بقول أحد من الناس، ولا بأقوال الصحابة، حتى الصحابة أفضل الناس إذا خالفوا النص وجب الأخذ بالنص وترك قول من قال من الصحابة بخلافه وهم أصحاب الرسول وأفضل الناس بعد الأنبياء، إذا قال واحد منهم قولاً والنص يخالفه وجب أن يؤخذ النص الثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وأن لا يؤخذ بقول الصحابي، لأن قصاراه أنه جهل النص وخفي عليه وليس بمعصوم والنص معصوم فوجب الأخذ بالنص. بعدما حددنا مفهوم أهل البيت عليهم السلام في المشاركة السابقة : و هم سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام بناته و اولاده زوجاته أمهات المؤمنين أهل الكساء و هم الامام علي و السبطين الحسن و الحسين عليهم السلام ـــ الان سيطرح اشكال هام بين الاشراف و بين النسابة ظاهره التعصب للانساب و هو ماهو مصير باقي بني هاشم ؟ اغلبية علماء السلف و المعاصرين للخروج من الاشكال الشرعي ابتدعوا لفظا جديدا و هو " آل البيت " للتعميم على كل من ينتسب لبني هاشم و بني عبد المطلب " وهم آل علي، آل العباس، آل عقيل، آل حمزة، آل جعفر، آل ابو لهب ،آل الحارث "'... السؤال هل كل من ينتمي لبني هاشم هو من اهل البيت او لا ينتمي له مادام ان لفظ أهل البيت قد بينت انه يقصد كل من يسكن مع سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام وفق المنظور القرآني و السنة، الجواب الصريح هو ان بنو هاشم هو يدخلون في حكم " آل محمد " و ليس أهل البيت، و لهم نفس أحكام الشرف و منها الصلاة عليهم، حرمة الصدقة عليهم، اعطاؤهم الخمس و الفيئ، الاحترام و التوقير للاتقياء منهم،حبهم و موالاتهم و دفع الآذى عنهم، و التقرب من علماؤهم لكن اهل البيت لهم مزايا بالمقارنة تبقى من بني هاشم و هي ذهاب الرجس عنهم و التطهير و هي خاصة بهم عند النسابة اهل البيت لهم افضلية على باقي بني هاشم : الافضلية لبني فاطمة من الحسنين و نسلهم ثم نسل باقي آل علي من زوجاته، ثم من تبقى من بني هاشم في هذا البحث، سابين بفضل الله و عونه من هم آل محمد، 1.مفهوم الآل : الآل في المعجم العربي هو ذرية الرجل، اصهاره، اهله، عشيرته و يدخل في الآل انصاره و اتباعه، فهي أعم من الأهل الفرق ان لفظ الآل يرتبط دائما بالنكرة، فنقول (آل فلان) او(آل ابي فلان) او (آل ابن فلان و لا تضاف للمعرفة، و (آل دائما مرتبطة بالعاقل، من النسب او الذرية؛؛ فلا نقول آل الكتاب " او آل البيت او آل القرآن أو آل الذكر الخ، لا يستقيم لا لغة أو شرعا، انما نقول أهل البيت، أهل الكتاب، أهل الذكر الخ.. و لو رجعنا للقرآن و السنة، سيتضح الامر قال الله سبحانه وتعالى {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ }البقرة50 {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33 {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }يوسف6 {إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ }الحجر59 {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ 13 {وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }البقرة248 و في السنة النبوية، لقوله في حديث مالك عن نعيم المجمر، وفي غير ما حديث: ((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) "( صبراً آل ياسر، فإنَّ موعدَكم الجنة ) " ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل عليهم ، فأتاه أبي أبو أوفى بصدقته فقال : اللهم صل على آل أبي أوفى ) ثبت في الحديث الصحيح عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: لما أتى نعي جعفر بن أبي طالب قال النبي ﷺ: اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه بإسناد صحيح. الخلاصة من المنظور القرآني و السنة، فلفظ الال يتبع اسم نكرة للعاقل اما شخص أو نسب و لا يمكن ان يكون معرفا، في المبحث الثاني، سنحدد من هم آل محمد |
التعليقات على الموضوع