🕌 أحوال المهدي المنتظر من خلال الرؤى: بين الترقب والبشارة
🕌 أحوال المهدي المنتظر من خلال الرؤى: بين الترقب والبشارة
مقدمة
تُعد مسألة المهدي المنتظر من الموضوعات التي شغلت الأمة الإسلامية عبر العصور، إذ يتعلق بها جانب من العقيدة عند أهل السنة والجماعة والعديد من المذاهب الإسلامية الأخرى. ومع أن الأصل في الأخبار المتعلقة به هو النصوص الشرعية من الأحاديث الصحيحة، فإن كثيرًا من الناس يعقدون آمالهم أيضًا على الرؤى المنامية التي تتناول أحواله وعلامات ظهوره. وفي هذه المقالة، سنحاول استعراض هذا الموضوع من جوانبه المختلفة.
📜 من هو المهدي المنتظر؟
الْمَهْدِيّ في العقيدة الإسلامية هو رجل من نسل النبي محمد ﷺ، من أهل بيته، اسمه يوافق اسم النبي واسم أبيه يوافق اسم أبيه، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت جورًا وظلمًا. وردت في شأنه أحاديث كثيرة، منها ما جاء في مسند أحمد وسنن أبي داود وابن ماجة، وهي تدل على أن ظهوره سيكون في آخر الزمان كعلامة من علامات الساعة الكبرى.
🌙 الرؤى المنامية: ما مشروعيتها في هذا الباب؟
يعتقد بعض الناس أن الرؤى قد تكون بشارات أو إنذارات، وهذا ثابت في السنة؛ فقد قال النبي ﷺ: «لم يبق من النبوة إلا المبشرات»، قيل: وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة».
لكن أهل العلم يفرقون بين الرؤيا التي تخص الشخص ذاته، وبين تلك التي يُراد بها تقرير حكم شرعي أو غيب مستقبلي عام. وفيما يخص المهدي المنتظر، فإن جمهور العلماء يرى أن الأصل هو الاعتماد على الأحاديث الصحيحة وعلامات الساعة الكبرى المنصوص عليها، أما الرؤى فتُعد من باب البشارات أو التحفيز على الطاعة لا غير، ولا يعتمد عليها وحدها لإثبات الحقائق الغيبية.
🔍 ماذا تتضمن الرؤى المتعلقة بالمهدي؟
انتشرت في العقود الأخيرة الكثير من الرؤى التي يتداولها بعض الناس، خاصة في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي. ومن أبرز مضامين هذه الرؤى:
-
تحديد أوصاف شكلية للمهدي المنتظر.
-
وصف زمان ظهوره وأحداث عامة تواكب ذلك.
-
رموز تعبر عن انتشار الظلم والجور ثم ظهور العدل.
-
من يرى نفسه هو المهدي، أو يرى غيره هو.
لكن ينبغي التنبيه إلى أن كثيرًا من هذه الرؤى قد تكون من الأضغاث أو من حديث النفس، أو حتى من الشيطان ليوقع الفتن بين الناس، ولهذا أوصى أهل العلم بالاحتراز.
⚖️ مواقف العلماء من الرؤى حول المهدي
-
أهل السنة والجماعة يؤكدون أن الرؤى لا يُبنى عليها حكم شرعي ولا يُستدل بها وحدها لإثبات أمر غيبي محض.
-
العلامة ابن تيمية رحمه الله قال إن الرؤيا قد تكون صادقة وقد تكون من حديث النفس أو من الشيطان، فلا يجوز أن نعتمد عليها لإثبات أمور تتعلق بالمستقبل الغيبي.
-
العلماء المحدثون يرون أن كثيرًا من المتأولين للرؤى يقعون في الوهم أو الغلو.
🔮 كيف يفهم الناس الرموز في الرؤى؟
إن تفسير الرؤى علم له قواعده وأصوله، ولا يتصدى له إلا من كان عليمًا بها. فكثيرًا ما تشتمل رؤى المهدي على رموز مثل:
-
البيعة عند الكعبة: رمز إلى النصوص الصحيحة التي تدل على مبايعته.
-
السيف أو السلاح: دلالة على القتال والجهاد.
-
نور أو قمر مكتمل: رمز للعدل والهدى.
-
طغاة ينهزمون: رمز إلى زوال الجور.
لكن يجب الحذر من التأويلات التي قد توقع في التعيين والتحديد، إذ لا يوجد نص صريح يحدد الشخص أو الزمان إلا بالعلامات الكبرى الثابتة.
🗝️ أسباب تعلق الناس بالرؤى حول المهدي
هناك أسباب كثيرة تجعل الناس يتعلقون بالرؤى الخاصة بالمهدي، منها:
-
اشتداد الفتن وكثرة الظلم فيرى الناس في ظهور المهدي مخرجًا.
-
الرغبة في الخلاص والبشارة.
-
ضعف التفقه في النصوص الشرعية فيلجؤون للرؤى.
-
حب التصدر والدعوى أحيانًا من بعض من يدعي أنه المهدي.
✨ خلاصة القول
إن الرؤى الصالحة قد تكون مبشرات طيبة لكنها لا تكفي وحدها لإثبات الغيب، بل المرجع هو القرآن والسنة. وعلى المسلم أن يُحسن الظن بربه، ويصلح حاله، ويهيئ نفسه بصدق الإيمان والأعمال الصالحة. وأما المهدي المنتظر فظهوره أمر قدري محض، والله يُتم أمره في وقته، ولن يضل من استمسك بالسنة وفهم النصوص كما وردت.
💡 نصيحة لمن يرى رؤى حول المهدي
-
عرض الرؤيا على أهل العلم.
-
عدم التسرع في تأويلها.
-
عدم نشرها إلا بميزان الحكمة.
-
أن تكون باعثًا على التوبة والطاعة وليس على الفرقة أو الفتن.
📚 المصادر
-
الأحاديث النبوية في الصحاح والسنن.
-
كتب العقيدة المعاصرة.
-
أقوال أهل العلم في تأويل الرؤى.
✒️ نسأل الله أن يهدينا للحق ويثبتنا عليه، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعليقات على الموضوع